بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل وسلم وزد وبارك على محمد وآله الاطهار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم تكن الحركة التي قادها الحسين(ع) ، وجسدها على أرض الواقع بطف كربلاء، عملاً انقلابياً ذا أفق ضيق وغايات محددة، وانما حركة رسالية وثورة إنسانية شاملة، تمثلت بأهدافها ومعالمها الواضحة وأبرزها:
أولا: كونُ ثورته أمراً مرضياً لله عز وجل لا تشوبه شائبة عصيان، ولا كونه مما ترفضه الشريعة المقدسة، ليس إنساناً عادياً أو دخيلاً على الإسلام كما هو الحال لبني أمية ومن تسلط منهم على حكم المسلمين غصباً، وانما الحسين إمام (معصوم)، كما قال رسول الله(ص) : (الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا(
ثانياً: إن الأهداف الحسينية ليست أهدافاً مؤقتة أو متدنية، فإن ذلك مما لا يصح له وجود هذه التضحية الكبيرة التي قدمها الحسين(ع) ، والمعاناة اللاحقة التي ألمت بعياله وآله بعد استشهاده على يد السلطة الأموية، ولذا فان هذه التضحية والمعاناة لا تكون معقولة ولا عقلانية، وانما لا بد أن يكون الهدف عميقاً وواسعاً وأكيداً، بحيث يوازي هذه القيمة ويسع كل هذه التضحيات الجسام، التي قدمت على مذبح العقيدة والحرية والكرامة لأل البيت الأطهار فحسب، بل ولأجل الإسلام والإنسانية أيضاً.
ثالثاً: أن يكون أمر النهضة والثورة أمرا متحققاً أما في الحال أو في المستقبل ومقروناً بالانتصار بمعناه الشمولي والواسع على صعيد الحياة الإنسانية، وليس الانتصار بمعناه الضيق والمحدود، والذي قد يفهمه البعض بالانتصار العسكري الآني، ومن كونه هو النتيجة الحاسمة او النهائية لمعادلة الصراع بين جبهة الحق وجبهة الباطل، ومن هنا فإن طرح هدف فاشل وغير متحقق، هو خلاف الحكمة الإلهية، إذ لا يمكن نسب مما هو فاشل وعاطل إلى الحكمة اللامتناهية، ومثال في سياق هذا المعنى، هو لو كان الإمام الحسين(ع) قد إستهدف النصر العسكري العاجل، أو إزالة حكم بني أمية، أو ممارسة الحكم (السلطة السياسية النافذة) في المجتمع فعلاً، فهذا ونحوه من الأهداف القطعية الفشل، لأنها لم تحدث، ولم يكن من الممكن أن تحدث، إذن فهو ليس بأمر مستهدف وان تخيله البعض.
رابعاً: إن قوله (ع) (إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر) يعني أن يُفهم الأمة أن المجتمع غدا يتصف بضعف الإيمان وحالة الدين وقلة الالتزام بالتعاليم، إنه قد نزل من الأمر ما قد ترون، وإن الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها، ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء وخسيس عيش كالمرعى الوبيل، ألا ترون إلى الحق لا يُعمل به، والى
الباطل لا يتناهى عنه.
أي دم في كربلاء سفكا
السلام على الشيب الخضيب السلام عليك يا مولاي يا أباعبدالله الحسين السلام على الحسين و السلام على علي ابن الحسين و السلام على أولاد الحسين السلام على أصحاب الحسين
ياليتننا كنا معكم فنفوز فوزا عظيم يا اباعبدالله
تبكيك عيني لا لاجل مثوبة لكن عيني لاجلك باكية
نسألكم الدعاء